فريدمان: إقامة دولة فلسطينية تضمن أمن إسرائيل والتهجير «فكرة ميتة»
فريدمان: إقامة دولة فلسطينية تضمن أمن إسرائيل والتهجير «فكرة ميتة»
أكد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تمثل ضرورة لأمن إسرائيل، محذرًا من أن البديل هو "لا دولة إسرائيلية أو فلسطينية"، ما يعني الفوضى والانهيار.
جاء ذلك خلال مداخلة عبر موقع "زووم"، الأربعاء، ضمن ندوة بعنوان "الموقف الأمريكي من حرب غزة وتداعياته الإقليمية"، المنعقدة في إطار مؤتمر "غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط" بالقاهرة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وشدد فريدمان على أن حل الدولتين يتطلب مرحلة تحضيرية، تتضمن صياغة دستور فلسطيني وإصلاحات مؤسسية، إلى جانب وقف الضغوط الإسرائيلية في الضفة الغربية ووقف الاستيطان، لتمهيد الطريق أمام تطبيقه.
رفض تهجير الفلسطينيين
انتقد فريدمان مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه جاء كمبادرة فردية من ترامب، دون أن يُطرح رسميًا عبر الهيئات الأمريكية.
وأضاف أن الفكرة "ماتت من تلقاء نفسها"، خصوصًا بعد الرفض العربي خلال اجتماع القادة العرب في السعودية، كما أكد رفض مصر القاطع لمثل هذه الطروحات.
وحذر الكاتب الأمريكي من أن فرض التهجير بالقوة سيؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، ويخلق أزمة دبلوماسية غير مسبوقة.
وأوضح أن ترامب نفسه تخلى عن الفكرة بعد إدراكه أنها "غير قابلة للتنفيذ"، رغم استمرار الصراع في غزة.
الصراع بين ترامب ونتنياهو
أشار فريدمان إلى صراع سياسي محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحًا أن المصالح الأمريكية تتطلب عدم توسع النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، وهو ما قد يتعارض مع رؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف.
ودعا الدول العربية إلى عدم ترك الساحة السياسية خالية أمام نتنياهو، لما قد يشكله ذلك من تهديد للمصالح الإقليمية.
وأكد فريدمان أهمية الدور المصري في الشرق الأوسط، معتبرًا أن مصر دولة قوية ومستقرة في منطقة شهدت انهيار عدة دول، وهو ما يجعل دورها متفردًا في المنطقة.
وأشار إلى اهتمام الولايات المتحدة بالخطط الاقتصادية المصرية ودورها في تحقيق التوازن الإقليمي.
إسرائيل لم تعد كما كانت
اختتم فريدمان حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل التي تم التفاوض معها على معاهدات السلام لم تعد كما كانت، في ظل تنامي نفوذ اليمين المتطرف وتراجع فرص الحلول الدبلوماسية، ما يضع المنطقة أمام تحديات كبرى في السنوات المقبلة.